Wednesday 9 January 2013


منهج نقد الحديث -  تعليق ابن عساكر المعاصر
تعليقا على الحوار الدائر حول منهج نقد الحديث, أرسل إلينا الأستاذ عبد الفتاح عساكر هذه الرسالة.  الأستاذ عبد الفتاح عساكر, لم لا يعرفه هو من أول من تحدثوا في الفقه السني الجديد في مصر, إن لم يكن أولهم.  ونحن هنا في مركز تطوير الفقه السني تلاميذه.  ويسعدنا, ويشرفنا أن يهتم أستاذنا بنا وبما نفعله, فرسالة واحدة منه تعني لنا الكثير.  يكفي أنه كتب إلينا, وتخيل شعور التلاميذ عندما يكتب أستاذهم إليهم.   يقول أستاذنا الكبير:

"إلي شيخنا الجليل ، وأستاذنا العظيم : فضيلة الشيخ الطحاينة
الاختلاف يولد الائتلاف ، و الاختلاف في الرأي يزيد الود في أي قضية بين العقلاء . ودائما لكم حب, ومودة, وتقدير
 ابن عساكر المعاصر : الكاتب الإسلامي :
عبد الفتاح عساكر .
يقول الحق تبارك وتعالى :
((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ*)).آية رقم : (51) من سورة العنكبوت.
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ* وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ*يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ* مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ*)) . الآيات من : (6-11) من سورة الجاثية .
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ *)) .
شيخنا الجليل ، وأستاذنا العظيم : فضيلة الشيخ الطحاينة .
قلت في رسالتك:
واعلم أيها الأستاذ الفاضل أن السنة تأتي بأحكام ليست في القرآن العظيم مثل تحريم لحوم الحمر الأهلية, وكل ذي ناب من السباع, وكل ذي مخلب من الطير.   وادعاؤك بأن الله تعالى لم يحرم علينا سوى لحم الخنزير ادعاء بلا برهان, وهو قائم على رد هوائي مزاجي لأحاديث تحريم الحمر الأهلية, وكل ذي ناب من السباع, وكل ذي مخلب من الطير, وهذه نقطة الخلاف بيننا.   عليك أن تذكر البرهان العلمي المبين على أن الله تعالى لم يحرم علينا غير لحم الخنزير.   ثم عليك أن تبين لنا من الذي كذب من رواة هذه الأحاديث الشريفة, وكيف عرفت كذبه بالبرهان المبين, وليس لأنك على قناعة أن الحكم الزائد على القرآن ليس صحيحاً, وهو ما لا بد أن تاتي عليه بدليل علمي مبين.
يقول الحق تبارك وتعالى :
((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ*)) . آية رقم : () من سورة .
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ*)) .
شخنا الجليل ، وأستاذنا العظيم : فضيلة الشيخ الطحاينة .
قلت في رسالتك:
ثم إنك أنت نفسك تؤمن بسنن كثيرة لم يأت حكمها في القرآن العظيم.  خذ مثلاً(الرشوة) وهي محرمة بإجماع المسلمين, والإسلاميين, والعلمانيين.  وهي لم تذكر لا لفظاً ولا معنى في القرآن العظيم مطلقاً.   فضلاً عن أن يذكر حكمها وهو التحريم.  ومع ذلك فإنني أعلم يقيناً أنك تقول بحرمتها.   وهذا يعني أن هناك محرمات جاءت في غير القرآن العظيم, لأن سيدي رسول الله صلى الله عليه ولم كان يوحى إليه بأمرين, ووحيين, لا بوحي واحد.  بل لقد ذكر القرآن العظيم أحكاماً وشرائع لم ينزل تشريعها, أو تحريمها, أوإيجابها, في القرآن.   أضرب مثلاً بالقبلة الأولى, وبالتقصير في الحج, وصلاة الجمعة,الخ.   وأنت تعلم أن الله تعالى لم يأمر باتباع القبلة الأولى في القرآن العظيم بل في السنة.   كما أن التقصير في الحج لم ينزل تشريعه في القرآن العظيم, بل في السنة, كما أن صلاة الجمعة لم ينزل تشريعها, أو الأمر بها في القرآن العظيم, بل في السنة.  وهذا يعني أن السنة قد تأتي بحكم زائد على ما في القرآن العظيم.   والآن, أرجو أن تذكر البرهان العلمي المبين, والضابط المنهجي الصحيح, على النقطتين الأخريين اللتين أوردتهما, وجعلتهما حكماً على الأحاديث, وهما (السنن الإلهية) و(حسن الخلق) -  حسب قولك وتعبيرك."   انتهى
 يقول الحق تبارك وتعالى :

((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ*)) . آية رقم : (32) من سورة المائدة .
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ*)) . آية رقم : (183) من سورة الشعراء .
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ* الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ*)) . الآيات من : (150-152) من سورة الشعراء .
ويقول الحق تبارك وتعالى :
((وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ*)) . آية رقم : (25) من سورة الرعد .
شيخنا الجليل ، وأستاذنا العظيم : فضيلة الشيخ الطحاينة .
قلت في رسالتك:
[كما أن صلاة الجمعة لم ينزل تشريعها, أو الأمر بها في القرآن العظيم, بل في السنة.  وهذا يعني أن السنة قد تأتي بحكم زائد على ما في القرآن العظيم] .
والله تبارك وتعالى يقول :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*)) .
وختاما : أسأل الله الكريم أن يرزقك راحة البال ، والبركة في الأنجال ، وطهارة الأموال ، ويجعل باقى عمرك في خير الأعمال آمين .
ودائما لكم حب ومودة وتقدير ابن عساكر المعاصر : الكاتب الإسلامي عبد الفتاح عساكر 
خالص الشكر لأستاذنا الكبير الأستاذ عبد الفتاح عساكر على كريم رسالته.  نسأل الله الكريم أن يمنحه الصحة والعافية, وأن يطيل في عمره, وأن ينفع المسلمين بعلمه. 
 08 . 01 . 2013


No comments:

Post a Comment