Tuesday 1 January 2013

مظاهرات الانبار .. ثورة؟ أم ثورة مضادة؟

ما ان خرج بعض المتظاهرين في الانبار حتى سارع الاعلام السعودي القطري الطائفي الى اطلاق صفة الثورة العراقية عليها، مع انها لم تكن عراقية وطنية كما يقول اصحابها الذين رفعوا شعارات طائفية مهينة لاخوانهم  وشركائهم من الطائفة الاخرى.
الثورة تكون ثورة حقيقية عندما تكون ضد حاكم جائر متسلط على الرقاب بالقوة والارهاب، ويشارك فيها كل الشعب، وتحمل اهدافا معقولة ومشروعة، اما ان نسمي بعض المظاهرات الطائفية ضد حاكم منتخب من الشعب ومن كل فصائل الشعب (اي من السنة والشيعة والعرب والاكراد والتركما والآشوريين) ضمن نظام دستوري منتخب ايضا من الشعب، ويشارك في حكومته مختلف الفصائل والقوميات والطوائف والاحزاب ما عدا فلول النظام السابق، او حتى مع بعض الفلول، فهذه لا تسمى ثورة وانما تمردا وخروجا على النظام والشعب والوطن، ولا سيما عندما  تهدد  بحمل السلاح او تقوم بالتعدي على الأبرياء والمصالح العامة وقطع الطرق.
كيف يمكن ان نسمي تلك المظاهرات بثورة، وهي اخرج في نظام ديموقراطي يجري انتخابات دورية كل اربع سنين بصورة حرة ونزيهة تحت اشراف مستقل ومراقبة دولية ويشارك فيها كل الشعب؟ كيف يمكن ان نسمي تلك المظاهرات بثورة ويوجد برلمان منتخب يشارك فيه الجميع؟ كيف يمكن ان نسمي تلك المظاهرات بثورة  ويتحاصص المسئولية العامة العرب والاكراد والسنة والشيعة وغيرهم؟
طيب.. ما تريد هذه المظاهرات أو الثورة الشعبية؟ هل تريد اسقاط شخص رئيس الوزراء الذي لم تبق على مدته سوى اشهر معدودة؟ أم تريد اسقاط النظام الديموقراطي؟ وماذا تريد ان تحل محله؟ هل تريد اقامة نظام عسكري وراثي كما يوجد في السعودية وقطر؟ أم تريد الانفراد بالحكم لعشيرة واحدة او طائفة واحدة كما كان الحال في ايام نظام البعث المقبور؟
نعم يمكن ان تحدث بعض المخالفات في السجون او الدوائر المختلفة، وهي يمكن معالجتها في قاعة مجلس النواب او الحكومة، وليس برفع شعارات الانفصال وقطع الماء عن السكان الآخرين.
واذا كانت هناك ملاحظات على الدستور فيمكن اجراء تعديلات دستورية عبر القنوات الشرعية الدستورية. ولذلك لا يجوز تقويض النظام العام واسقاط النظام الديموقراطي او سب الحاكم الشرعي المنتخب والمجمع عليه من ابناء الوطن بهذه الصورة المشينة التي لا يمكن وصفها الا بالثورة المضادة

No comments:

Post a Comment