Wednesday 14 March 2012

قضية وحوار مع احمد الكاتب: حادثة حرق الدار

قضية وحوار مع احمد الكاتب: حادثة حرق الدار | 26.05.10

Tuesday 13 March 2012

مقابلة تلفزيونية حول البيان الشيعي الجديد

http://www.youtube.com/watch?v=a94eiRwKGJQ

البيان الشيعي الجديد

http://www.youtube.com/watch?v=a94eiRwKGJQ

البيان الشيعي الجديد

بقلم أحمد الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم

" إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ". هود 88

صدق الله العلي العظيم

مقدمة

لقد آن للمسلمين أن يتحدوا ويتحرروا من خلافات الماضي، وأن ينهضوا جميعا لبناء حاضرهم ومستقبلهم على أسس جديدة من العدل والشورى والعلم والإيمان. فإن الصراعات التاريخية المشحونة بالظلم والاستبداد والجهل، قد مزقت المسلمين الى طوائف متناحرة وولدت نظريات ما أنزل الله بها من سلطان. ورغم أن المسلمين قد تجاوزوا كثيرا من صراعات الماضي إلا أنهم – مع الأسف الشديد – لا يزالون يعيشون بعض آثارها السلبية الى اليوم. وهذا ما دفع مجموعة من الشباب المؤمن الى إعادة النظر في التراث الطائفي، وقراءة مذهب أهل البيت قراءة جديدة بعيدة عن النظريات الدخيلة المغالية والمتطرفة، أملا ببدء عهد جديد من الأخوة والوحدة الاسلامية القائمة على التمسك بالقرآن الكريم الذي يقول:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". آل عمران 103 ويقول: "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". الأنبياء 92

إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي تاريخي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين، وفيما إذا كان شوريا؟ أم ملكيا وراثيا؟ أم عسكريا؟ ودينيا؟ أم مدنيا؟، وفي هذه العائلة أو تلك؟ وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي. وقد تجاوزه الزمن، وفَقَدَ مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين. ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين. وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة. بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ.

إن الخلافات الطائفية لا تتعلق بمبادئ الدين الثابتة، أو ضروريات الإسلام، وذلك لأن الإنسان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه. وفي الوقت الذي توجد في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها إثنان؛ توجد اجتهادات ظنية لا يجوز أن تكون سببا للاختلاف بين أثنين، وإنما هي مدعاة للحوار والنقاش. ومن تلك الأمور الخلاف بين الشيعة والسنة الذي لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس التأويلات والروايات الظنية.

ومن هنا لا نعتقد بوجود ثوابت أو ضرورات في المذاهب. إذ لا توجد نسخة واحدة رسمية متكاملة لكل مذهب. وقد كانت بعض المذاهب عرضة للزيادة والنقصان والآراء الفردية والاجتهادات الظنية وتسرب الخرافات والأساطير، ولا يوجد أحد ملزم بتبني جميع الآراء التي كتبها الرجال السابقون بالجملة في مختلف الأبواب العقدية والفقهية والتاريخية، وإنما هو حر بانتقاء ما يريد.

وتؤكد ذلك مسيرة النقد والإصلاح المتواصلة منذ القرون الأولى، ووجود تيارات عديدة للتشيع والتسنن تتراوح بين الاعتدال والتطرف والغلو، وادعاء كل تيار أنه يمثل التشيع أو مذهب أهل البيت أو السنة الصحيحة. ومن هنا كان أئمة أهل البيت يدعون إلى عدم قبول كل ما يروى عنهم أو ينسب إليهم، وعرضه على كتاب الله والنظر فيه، ورفضه إذا كان مخالفا للكتاب. وبناء على ذلك نعتقد أن مذهب أهل البيت لم يكن يختلف عن الإسلام في شيء، وأن الاختلاف طارىء وحادث بسبب الغلاة الذين أدخلوا كثيرا من أفكارهم في تراث أهل البيت، حتى خُيِّل لبعض الناس أن ما أدخلوه من نظريات باطلة هي من صلب مذهب أهل البيت، وأنها أصبحت من الثوابت والضرورات والمسلمات، وهي ليست كذلك.

وقد انعكست تلك النظريات المغالية الباطلة على علاقة الشيعة الداخلية والخارجية، فأدت الى نشوء الاستبداد الداخلي باسم الدين، والى حدوث التوتر والصراع مع أهل السنة، كما انعكست بعض النظريات السياسية السنية (الاستبدادية) سلبا على علاقتهم ببقية المسلمين. وهذا ما دفعنا الى مراجعة تراث أهل البيت والتحقيق فيه، فوجدناه فكرا إسلاميا حرا صافيا وحدويا معقولا، ووجدنا إلى جانبه أو تحت طياته فكرا أسطوريا مشوبا سلبيا، منسوبا لهم بصورة تعسفية تحت دعوى "التقية" رغم تناقضه مع أقوال الأئمة وسيرتهم.

ولدى دراستنا لتطور الفكر السياسي الشيعي عبر التاريخ، وجدنا أنه تخلص من الكثير من الأفكار الدخيلة المغالية، وتحرر منها حتى كاد يسبق بعض "أهل السنة" في ممارسة الاجتهاد واستعمال العقل، والالتزام بالحرية والشورى. بحيث لم يبق من الخلافات التاريخية إلا اسمها وبعض الرواسب البسيطة من الأفكار الدخيلة.

وفي الوقت الذي نهيب فيه بجميع المسلمين من كل المذاهب بمراجعة تراثهم والقيام بنقده وتهذيبه وتشذيبه، والعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم، فانه يسرنا التعبير عن خلاصة أفكارنا المبنية على قراءتنا المعمقة لتراث أهل البيت بعيدا عن نظريات الغلاة والمتطرفين، والتي ربما تشكل ملامح جيل جديد من المسلمين الذين خرجوا من قوقعة الطائفية الى رحاب الإسلام الواسعة، واكتفوا باسم "المسلمين" الذي سماهم به أبونا إبراهيم (عليه السلام) (كما في آية 78 من سورة الحج) وتخلوا عن الهويات الطائفية "السنية" و "الشيعية".

ونوجز عقيدتنا بما يلي:

1- نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

2- نؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين جميعا.

3- نلتزم بالإسلام عقيدة ومنهاجا وقيما وعبادات وأحكاما وأخلاقا.

4- نؤمن بخاتمية نبوة النبي محمد (ص) كما جاء في القرآن الكريم:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 30 وأن الرسالة الإسلامية قد ختمت بمحمد (ص)، كما أن الوحي قد انقطع من بعده، وأن الناس مكلفون باتباع القرآن والسنة الصحيحة والعقل السليم.

5- نؤكد على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان. وأن الله تعالى قد تكفل بحفظه حيث قال:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9. وأن كل ما قيل أو ورد في الكتب الغابرة هي أحاديث ضعيفة وضعها الغلاة في تراث أهل البيت. وقد قام علماء الشيعة عبر التاريخ بنقد تلك الأحاديث والتبرؤ منها. ونأسف لاستمرار بعض خصوم الشيعة بترديد أسطورة تحريف القرآن، واتهامهم بها عبر التاريخ، واستعمالها أداة لضربهم واتهامهم بالكفر وانحراف العقيدة.

6- نجل صحابة رسول الله الطيبين من المهاجرين والأنصار، وأهل البيت، ونترضى على الصالحين منهم، ولكن لا نعتقد بعصمتهم. ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك.

7- نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية. ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعده. فاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم.

8- لا نعتقد بأن الإمامة جزء ملحق بالنبوة أو أنها تشكل امتدادا لها. ولا نعتبرها أصلا من أصول الدين، ولا ركنا من أركانه، لأن القرآن الكريم لم يتحدث عنها، ولكنها مسألة فرعية قد تدخل في باب الفقه السياسي. إذ أنها تقوم على أساس بعض الروايات القابلة للنقاش، والتأويلات الظنية البعيدة للقرآن الكريم.

9- كما لا نعتقد بضرورة وجوب كون الإمام (أي رئيس الدولة) معصوما كالأنبياء، أو أنه يتلقى الوحي من الله مثلهم، أو أن له الحق بالتصرف في الناس. أو أن أوامره كأوامر الرسول ونواهيه. ولا نعتقد بأن الأمة الإسلامية بحاجة دائمة إلى رئيس معين من الله تعالى، أو أن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجة، وإلا لساخت.

10- نعتقد أن أهل البيت كانوا يؤمنون بنظام الشورى، ولم يعرفوا نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على الوراثة العمودية في سلالة معينة، ولم يدعوا العصمة لأنفسهم، ولا العلم بالغيب. وأنهم كانوا علماء ورواة للحديث النبوي، وليسوا معينين ولا منصوبين من الله تعالى، ولا يعلمون الغيب، وليست لهم أية ولاية تشريعية أو تكوينية، كما يدعي الغلاة.

11- وأن القول بوجود النص الجلي على الإمام علي بالخلافة من رسول الله (ص) نشأ في القرن الثاني الهجري، ولم يكن له وجود سابقا، وأن الجدل حوله عقيم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. وأما فضل الإمام علي فهو أمر لا ينكر، ولا يكمن في النص عليه، وإنما يتمثل في منهج الإمام وعمله وسيرته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين، والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين، والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة الأمة. وأنه أصبح إماما وأميراً للمؤمنين عندما بايعه المسلمون طواعية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.

12- وأن الإمام علي ترك الأمر شورى بعده، كما فعل رسول الله (ص)، ولم يعين ابنه الحسن وليا للعهد، وإنما اختاره المسلمون طواعية إماماً لهم. وهكذا فعل أهل الكوفة مع الإمام الحسين، الذي لم يعين أحدا من بعده ولم يفرضه على الشيعة. وأن بقية الأئمة من أبناء الحسين لم يوصوا ولم يعينوا أحدا من أبنائهم أو يفرضوه على المسلمين.

13- نؤمن بأن الإمام الحسن العسكري توفي سنة 260 للهجرة دون ولد، ودون أن يوصي إلى أحد من بعده بالإمامة، أو يشير إلى وجود ولد مخفي لديه، كما هو الظاهر من حياته.

14- ومن هنا: لا نعتقد بوجود "إمام ثاني عشر" غائب اسمه (محمد بن الحسن العسكري) وعمره اليوم أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما، لأن هذا قول وهمي لم يقم عليه دليل شرعي أو تاريخي. وإنما هو أمر افترضه فريق من الإماميين الذين وصلوا إلى طريق مسدود بوفاة العسكري دون ولد.

15- ولا نؤمن بالحكومة العالمية للمؤمنين، فالدنيا دار عينها الله تعالى مستقرا ومتاعا للمؤمنين والكفار على سواء، ولا دليلَ قطعياً على ظهور "إمام مهدي" في المستقبل.

16- وتبعا لذلك : لا نؤمن بالنيابة الخاصة (للسفراء الأربعة) ولا النيابة العامة (للفقهاء) عن "الإمام المهدي الغائب" الذي لم يولد أبدا حتى يغيب. ونعتقد أنها فرضيات ظنية ادعاها بعض الناس بلا دليل شرعي، وفي محاولة من أجل حل بعض الإشكاليات التي كانوا يعيشونها نتيجة الفراغ القيادي، بسبب إيمانهم بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته.

17- لا نؤمن أن في الإسلام مؤسسات دينية "مرجعية" تشبه الكنيسة، بل علماء يرجع إليهم عند الضرورة، ولذلك لا نؤمن بوجوب التقليد للفقهاء مدى الحياة، أو الاقتصار على فقيه واحد في كل شيء. بل نعتقد بحرمة التقليد ونعتقد بأنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وندعو جميع المكلفين القادرين، للاجتهاد والتفكير والنظر في الأصول والفروع، كما كان يقول بعض العلماء مثل الشيخ الطوسي الذي كان يحض على دراسة الآراء المختلفة واختيار الرأي الصائب من بينها.

18- كما ندعو "المجتهدين" الى عدم الاقتصار في دراساتهم على الفقه والأصول، بل دراسة العقيدة الإسلامية والتاريخ وخاصة نظرية "الإمامة الإلهية". وما تفرع منها من كفرضية وجود "الإمام الثاني عشر".

19- نعتقد بضرورة مراقبة "العلماء" ومحاسبتهم ونقدهم، فليس كل ما يفتون به صحيح ومطابق للشرع دائما. فكثيرا ما يقع "العلماء" في الشبهات والأهواء فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل (كقولهم بوجوب الخمس، وعدم وجوب صلاة الجمعة عينا).

20- ومن هنا نرى أن فتاوى "العلماء" غير ملزمة شرعا ولا قانونا، إلا إذا اتخذت صبغة دستورية مجمع عليها في مجالس الشورى المنتخبة من الأمة.

21- نقدر "المدرسة الأصولية" التي فتحت باب الاجتهاد، وأعادت إلى التشيع توازنه واعتداله، ورفضت الكثير من خرافات الأخباريين وأساطيرهم، ونطالب الفقهاء بممارسة مزيد من الاجتهاد في الأصول والفروع والرجال والحديث، ومكافحة الغلاة "المفوضة" الذين ينسبون إلى أئمة أهل البيت صفات الربوبية ويغالون فيهم ويدعون لهم مقامات عليا، وأدوارا فوق مستوى البشر، ومهمات من أعمال الله تعالى، كإدارة الكون أو الخلق والرزق وما إلى ذلك، تحت غطاء نظرية (الولاية التكوينية).

22- وفي الوقت الذي نحيي جهود علماء الشيعة، وخاصة الأصوليين، الذين قاموا بدراسة الحديث وعلم الرجال، وتضعيف أربعة أخماس "الكافي" ندعوهم الى مواصلة البحث والتحقيق فيما تبقى منه من أحاديث، وإعادة النظر في كثير ممن يوثقهم السابقون، فإن مشكلة الحديث عند الأخباريين تنبع من توثيق بعض الغلاة الذين نجحوا في دس أنفسهم في صفوف الرواة، وتقبل رواياتهم بالتصديق. وهذا ما يدفعنا الى التشكيك بصحة تسعة وتسعين بالمائة من أحاديث الكليني في "الكافي". واعتبارها سببا من أسباب استمرار الخلاف بين المسلمين.

23- لا نؤمن بحكومة "رجال الدين" ولا بنظرية "ولاية الفقيه" القائمة على فرضية "النيابة العامة عن الإمام المهدي الغائب" والتي تعطي الفقيه صلاحيات مطلقة وتجعله فوق الأمة والقانون، وتسمح له بتجاوز الدستور وإلغاء أية اتفاقية شرعية يعقدها مع الأمة. وفي الوقت الذي نعتبر نظرية "ولاية الفقيه" تطورا إيجابيا كبيرا في الفكر السياسي الشيعي، بالنسبة لفكر الانتظار السلبي للإمام الغائب، نحو التحرر من نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام، والإيمان بشرعية الشورى والانتخاب؛ نعتقد أن نظرية "ولاية الفقيه" نظرية حادثة، ولا دليل عليها من الشرع، ولم يؤمن بها محققو الفقهاء، ولأنها تكرس الصفة الدينية للحاكم (الفقيه)، وتضفي عليه هالة مقدسة تحول دون محاسبته ومراقبته ونقده وتغييره، وتجعل منه ديكتاتورا مستبدا. ومن هنا ندعو إلى تطوير النظرية نحو الأفضل وقيامها على أساس الانتخاب والتقيد بحدود الصلاحيات التي يمنحها الشعب.

24- نؤمن بالانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، واحترام اجتهاداتها، وندعو الى مزيد من عمليات الاجتهاد المشتركة بين السنة والشيعة، والعودة إلى القرآن الكريم، واعتباره المصدر التشريعي الأول والأعلى من جميع المصادر التشريعية الأخرى.

25- نحترم جميع المصادر الحديثية للشيعة والسنة، ولكن نطالب بتنقية المصادر من الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي الأكرم وخاصة المخالفة للقرآن والعقل والعلم.

26- ندعو إلى دمج المعاهد الدينية والحوزات العلمية السنية والشيعية، من ناحية البرامج والطلاب والأساتذة، وخلق بيئة وحدوية للحوار والمقارنة والتفكير الحر.

27- كما ندعو إلى الانفتاح الثقافي على الآخر وتوفير الحرية الإعلامية للجميع، وعدم فرض الرقابة على أي منتج ثقافي مخالف.

28- نؤمن بوحدة العالم الإسلامي، ونرفض التمييز الطائفي، ونعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في كل بلد، والمشاركة السياسية بين جميع الطوائف، على أساس المواطنة والحرية والعدالة والمساواة.

29- نؤمن بأن حل المشكلة الطائفية جذريا يكمن في قيام المؤسسات الدستورية والأنظمة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، والتي نعتقد أنها تحول دون انفجار الصراع بشكل عنيف، ولا تسمح باستيلاء العسكريين على السلطة بالقوة.

30- ندعو إلى وقف الجدل الطائفي العقيم، والامتناع عن القيام باستفزاز الآخرين من خلال التهجم على رموزهم ، وخاصة من الصحابة وأهل البيت، وأئمة المذاهب.

31- ونحيي في هذه المناسبة "مؤتمر النجف الأشرف" التاريخي الذي عقد في شوال من عام 1156هـ الموافق لكانون الأول عام 1743م، وضم مجموعة من كبار العلماء الشيعة والسنة من العرب والفرس والترك والأفغان، وكان على رأسهم مفتي العراق السني الشيخ عبد الله السويدي، ومفتي الأفغان الملاّ حمزة القلنجاني، ومفتي إيران الملا باشي علي أكبر والمرجع الكربلائي السيد نصر الله الحائري، والذي أصدر بيانا موحدا من علماء السنة والشيعة يرفض فيه سب الصحابة. واعترف فيه علماء أهل السنة بالشيعة، وعبر فيه الجميع عن تسامحهم والتزامهم بحرية الاختلاف في بعض الفروع، وتحريم دماء الفريقين المسلمين من أمة محمد.

32- نعتقد: أن النقد والسب واللعن والتكفير والاتهام بالردة والنفاق، كان - مع الأسف الشديد - إفرازا من إفرازات الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين. ولا بد من إغلاق ذلك الملف، إذ لا يعقل أن يبقى ذلك التاريخ السيئ جرحا مفتوحا إلى يوم القيامة.

33- ولا بد من طي صفحة الماضي، وعدم الغوص كثيراً في أحداث التاريخ السحيق إلا من أجل أخذ العبرة فقط.

34- نعتقد أن التشيع يحمل مبادئ إيجابية كثيرة كمبدأ العدل، وروح الدفاع عن الإسلام والعمل في سبيل الله والثورة على الظالمين، وهي أمور يحتاجها المسلمون اليوم للنهوض بأنفسهم والتحرر من الطغاة والمحتلين الأجانب، ولكنا نرفض الجدل حول نظرية "الإمامة الإلهية" ودعوى النص على الأئمة من الله، لأنه بحث عقيم وبلا فائدة عملية، ويضر أكثر مما ينفع، ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، وقد يثير مشاعر الآخرين ويؤلب المسلمين بعضهم ضد بعض.

35- نعتقد بوجوب الزكاة، وندعو إلى العمل بها، وإلى عدم التفريق بين السني والشيعي في دفع الزكاة لأن الله تعالى لم يحدد دفعها لأهل دين معين بل فرضها لصالح الفقراء من البشر.

36- ولا نعتقد بوجوب الخمس الذي لم يرد إلا في غنائم الحرب، ولم يعمل به الإمام علي بن أبي طالب خلال حكمه. بل إن روايات الشيعة الصحيحة وفتاوى العلماء السابقين تؤكد على إباحته في ما يسمى بـ "عصر الغيبة". وبالطبع لا نؤمن بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء أو وكلائهم. فهذا أيضا رأي جديد لم يكن يعرفه مشايخ الشيعة السابقون كالمفيد والمرتضى والطوسي، الذين كانوا يعبرون عن حيرتهم حوله أو يفتون بدفنه في الأرض أو تخزينه إلى يوم ظهور المهدي. وندعو "العلماء" إلى الاشتغال بطلب العلم والدعوة والإرشاد، بدل الانغماس بجمع الأموال وتعريض أنفسهم للشبهات والأقاويل.

37- ندعو إلى تنظيم التبرعات المالية في جمعيات خيرية، تغطي المشاريع الاجتماعية والثقافية ومنها رعاية المساجد والمدارس الدينية وعلماء الدين، وتخضع للمحاسبة والرقابة وتلتزم بالشفافية ونشر كشوف تفصيلية بحساباتها وميزانياتها.

38- نؤمن بوجوب صلاة الجمعة عينا على كل قادر تتوفر فيه الشروط، ونقدر قيام الشيعة بأداء صلاة الجمعة بعد انتصار الثورة الإسلامية، في إيران والعراق ولبنان وسائر المناطق، ونحث الجميع على أدائها بصورة عامة والالتزام بها بدقة وانتظام. ونعتبر صلاة الجمعة مناسبة عظيمة للحث على التقوى ومعرفة الله تعالى وليست مناسبة سياسية للدعاء للظالمين وتبرير أفعالهم.

39- نرفض زيادة ما يسمى بالشهادة الثالثة في الأذان، وهي: "أشهد أن عليا ولي الله". ونعتقد أن هذه الزيادة من فعل الغلاة "المفوضة"، كما يقول الشيخ الصدوق في كتابه:"من لا يحضره الفقيه" وأنها بدعة وسبب للتفرقة بين المسلمين.

40- نرفض ممارسة التقية بتلك الصورة المشوهة، كما نرفض التصديق بما اشتهر عن الإمام الصادق من أن : "التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له". حيث نعتقد أنه حديث مكذوب على الإمام، ولا مبرر عقلي أو تاريخي له، فكيف تصبح التقية جزءا من الدين؟ ومتى كان الأئمة يمارسون التقية؟ وممن كانوا يخافون؟ ومن هنا نحسب أن هذا الحديث موضوع من قبل الغلاة كغطاء لتمرير نظرياتهم المنحرفة باسم أهل البيت الذين كانوا يتبرءون منها علنا. وهذا ما يدعونا لقراءة فكر أهل البيت وتراثهم على أساس الظاهر من حياتهم، وعدم قبول أي تأويل باطني معاكس لأقوالهم وأفعالهم. وفي الوقت الذي نطالب بتوفير الحرية والأمن لكل إنسان للتعبير عن رأيه، نعتقد أن عهد التقية قد مضى وولى، وأنه لم يعد عند الشيعة ما يعيب لكي يخفوه أو يتقوا الآخرين منه، ولا يوجد ما يمنعهم من التعبير عن آرائهم. خصوصا بعد أن أصبح للشيعة حكومات قوية ويعيشون في بلاد ديموقراطية حرة كثيرة، ولذلك فإنهم يعبرون عن آرائهم بحرية وشجاعة وصدق. وليس كل من أنكر فكرة معينة يمارس التقية بالضرورة، فليس كل الشيعة يؤمنون بكل ما ورد في الكتب الغابرة. وهؤلاء هم "العلماء" يقومون بنقد الكثير الكثير مما جاء في كتب الأولين ويتبرءون منها.

41- لا نؤمن بكثير من الأدعية والزيارات الموضوعة من قبل الغلاة والمتطرفين، وندعو "العلماء" إلى تنقيحها وتهذيبها. ونرفض "الزيارات" المنسوبة لأئمة أهل البيت، مثل "الزيارة الجامعة" و"زيارة عاشوراء" و"حديث الكساء" وغيرها من الزيارات والأدعية التي تحتوي على مواقف سلبية من الصحابة، وأفكارا مغالية بعيدة عن روح الإسلام ومذهب أهل البيت، والتي اختلقها الغلاة كذبا ونسبوها للأئمة.

42- لا نؤمن بشفاعة الأئمة يوم القيامة، التي تقف وراء الكثير من الطقوس والعادات الدخيلة، كزيارة قبور الأئمة، والبكاء على الحسين والتطبير واللطم على الصدور، بل نعتقد بما كان يقول الإمام جعفر الصادق عن الأئمة:" أنهم موقوفون ومحاسبون ومسئولون".

43- نرفض الاستغاثة بالأئمة أو دعاءهم، أو النذر لهم، ونعتبر ذلك نوعا من الشرك بالله تعالى. وهو على أي حال عمل لا يقوم به إلا الجهلة والبسطاء من الناس، وأما عامة الشيعة فهم يزورون قبور الأئمة والأولياء ليستغفروا الله لهم ويترحموا عليهم أو يستلهموا العبر من حياتهم وكفاحهم في سبيل الدعوة إلى الله.

44- ندعو إخواننا إلى عدم التطرف في مراسم عاشوراء وتجنب الطقوس المبتدعة التي تشوه صورة الشيعة في العالم والتي لم ينزل بها من الله سلطان.

45- ونرفض بشدة أقوال الغلاة الذين زعموا بأن الله تعالى خلق الكون من أجل الخمسة "أصحاب الكساء". وإنما خلق الخلق ليرحمهم ويبلوهم.

46- ندعو الجميع إلى عدم تضخيم الخلافات الجزئية التي حدثت في التاريخ بين الصحابة، مثل موضوع الخلاف بين السيدة فاطمة الزهراء والخليفة أبي بكر حول "فدك" التي استرجعها منها باعتبارها من الأموال العامة، وقالت الزهراء أن النبي أعطاها لها منحة، فقد كان خلافا شخصيا جزئيا محدودا، ولا نستطيع أن نفعل نحن إزاء ذلك شيئا.

47- كما ندعو إخواننا إلى رفض أسطورة الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء، وما يقال عن "كبس بيت الإمام علي من قبل عمر من أجل إجباره على بيعة أبي بكر، وما رافق ذلك من تهديد بحرق بيت فاطمة على من فيه، أو قيامه بحرق باب البيت وضرب الزهراء وعصرها وراء الباب، وإسقاط جنينها (محسن) والتسبب في وفاتها" أو إثارة تلك القصة كل عام، وإقامة مجالس العزاء واللطم والبكاء، وما يرافقها من اللعن والسب والانفعالات العاطفية. إذ أنها قصة أسطورية لم تثبت في التاريخ، ولا يعقل حدوثها، وهي تسيء إلى شخصية الإمام علي قبل أن تسيء إلى الخليفة عمر بن الخطاب.

48- وندعو إلى رفع الصبغة الطائفية عن مساجد الله، وجعلها مفتوحة لجميع المسلمين، وذلك بأداء الصلاة المشتركة وراء الأئمة من السنة والشيعة، والصلاة في جميع المساجد دون استثناء، ورفض الفتاوى الطائفية الضيقة التي تحرم الصلاة خلف المذاهب الأخرى.

49- ندعو إلى كسر الطائفية والتفرقة بين المسلمين بإشاعة الزواج المختلط بين الطوائف، وإلغاء الفتاوى غير الشرعية القاضية بتحريم الزواج المختلط بين المسلمين.

50- كما ندعو إخواننا من أهل السنة وسائر الطوائف الإسلامية إلى الانفتاح على إخوانهم الشيعة، والتعرف عليهم أكثر، والتمييز بين المعتدلين منهم (وهم عامة الشيعة) والغلاة والمتطرفين، وعدم الحكم عليهم بناء على أقوال الشواذ والسابقين، والنظر إلى واقعهم الجديد، وملاحظة التطورات الجذرية الفكرية والسياسية التي حصلت وتحصل في صفوفهم، وتأييد النشاطات الإيجابية والتضحيات الجسيمة التي قدموها ويقدمونها في سبيل تحرير بلدانهم من نير المستعمرين والمحتلين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يوفقنا لخدمة دينه، وأن يوحد المسلمين ويعزهم ويحررهم من الطغاة والمحتلين. إنه سميع مجيب.

أحمد الكاتب

1 محرم الحرام 1430 للهجرة

29/12/2008

حـوارات أحمد الكاتب

في سبيل الشورى والوحدة والتجديد

حـــــــــــوارات

أحمـــــــــــــد

الكــــــــــــاتب

مع المراجع والعلـماء والمفـكرين

حول كتاب: تطور الفكر السياسي الشيعي

ا

فهرس كتاب حوارات أحمد الكاتب

المقدمة

1- مع السيد سامي البدري

2- مع السيد محمد الحسيني الشيرازي

3- مع السيد محمد تقي المدرسي

4- مع السيد مرتضى العسكري

5- مع السيد مرتضى القزويني

6- مع التيجاني السماوي

7- مع الدكتور محمد حسين الصغير

8- مع الكاتب السيستاني

9- مع الشيخ محمد باقر الأيرواني

10- مع الشيخ فاضل المالكي

11- مع السيد علي الحسيني الميلاني

12- مع الشيخ علي الكوراني العاملي

13- مع الشيخ جعفر كاظم المصباح

14- مع السيد كمال الحيدري

15- مع السيد نذير الحسني

16- مع الشيخ محمد حسين الوحيد الخراساني

17- مع الاستاذ المغربي إدريس الحسيني

18- مع الشيح محمد رضا الجعفري

19- مع السيد محمد محمد الصدر

20- مع الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

21- مع الشيخ لطف الله الصافي

22- مع السيد محمد رضا الكلبايكاني

23- مع الشيخ حسن الصفار

24- مع السيد أمير محمد الكاظمي القزويني

25- مع الشيخ علي آل محسن

26- مع المهندس عالم سبيط النيلي

27- مع الشيخ محمد مهدي الآصفي

28- مع الأخت نرجس طريف

29 - مع الشيخ نعمة هادي الساعدي

30 - مع الشيخ جواد التبريزي

31- مع السيد صادق الحسيني الشيرازي

32- مع الشيخ حسين علي المنتظري

المرجعية الدينية و آفاق التطور الإمام الشيرازي نموذجا..

المرجعية الدينية و آفاق التطور

الإمام محمد الشيرازي نموذجا..

السنة والشيعة.. وحـــدة الــــدين خلاف السياسة والتاريخ

السنة والشيعة..

وحـــدة الــــدين

خلاف السياسة والتاريخ

الإمام المهدي حقيقة تاريخية؟ .. أم فرضية فلسفية؟

الإمام المهدي

"محمد بن الحسن العسكري"

حقيقة تاريخية؟ ..

أم فرضية فلسفية؟

تطور الفكر السياسي السني نحو خلافة ديموقراطية

تطور الفكر السياسي السني

نحو خلافة ديموقراطية

لا سنية ولا شيعية

http://www.alkatib.co.uk/kd.htm


المقدمة: بين الخلافة والديموقراطية



الباب الأول: الطابع المدني للدولة الإسلامية الأولى

الفصل الأول: طبيعة دولة الرسول الأعظم في المدينة

الفصل الثاني: الطابع المدني لتجربة الخلفاء الراشدين

1- البيعة والشورى

2- حدود الطاعة للإمام

3- المال العام في عهد الخلفاء الراشدين

4- العدالة للجميع

5- حق المعارضة والإصلاح

الفصل الثالث:الثغرات الدستورية في تجربة الخلفاء الراشدين

1- حصر الخلافة في قريش

2- العهد الى عمر

3 - مجلس الشورى

4 - سيطرة بني أمية

الفصل الرابع: نهاية عهد الخلفاء الراشدين

الفصل الخامس: الإنقلاب على الخلافة

أ - حصر الحكم في بني أمية

ب – تحويل الحكم الى نظام وراثي

ج - إضفاء صبغة الخلافة الدينية على الملك



الباب الثاني : نشوء المذهب السني، وتأسيس الأصول التشريعية



الفصل الأول: أصل "الحديث" أو "السنة"

ولادة المذهب الحنبلي:

الفصل الثاني: أصل "الإجماع"
الباب الثالث: ملامح الفكر السياسي السني
الفصل الأول:تغطية الاستبداد/ التنظير لحكومة القهر والقوة والغلبة

الفصل الثاني: أهل العقد والحل

الفصل الثالث: العهد والاستخلاف

الفصل الرابع: شرط القرشية

الفصل الخامس:نشوء السلطة المطلقة

الفصل السادس:الطاعة المطلقة للإمام، وتحريم الثورة والخروج

الفصل السابع: تفويض الوزارة والسلطنة

الفصل الثامن: الإيمان بالقدر، والثقافة الاستسلامية

الفصل التاسع: الوحدة والتعددية

أ- التعددية الداخلية

ب – التعددية الدولية في العالم الإسلامي

الفصل العاشر: الموقف من حقوق المرأة السياسية

الفصل الحادي عشر: نهاية الخلافة، أو انفصال السياسة عن الدين

الفصل الثاني عشر: المؤسسة الدينية السنية



الباب الرابع: العوامل الذاتية في انهيار أنظمة "الخلافة"

الفصل الأول دور النظام الوراثي في انهيار الأنظمة

الفصل الثاني: دور الاستبداد في انهيار أنظمة الخلافة



الباب الخامس: تطور الفكر السياسي السني من الخلافة الى الديموقراطية

الفصل الأول:الثورة الديموقراطية الإسلامية

الوثيقة الدستورية التركية

موقف رواد الحركة الإصلاحية الإسلامية

الفصل الثاني:الثورة على أصول المذهب السني

1- نقد أصل "السنة"

2- نقد أصل "الإجماع"



الخاتمة:نحو خلافة ديموقراطية، لا سنية ولا شيعية

كتاب التشيع السياسي والتشيع الديني

التشيع السياسي والتشيع "الديني"

سيرتي الفكرية والسياسية ، من نظرية الإمامة .. إلى الشورى

مذكرات أحمد الكاتب

سيرتي الفكرية والسياسية ، من نظرية الإمامة .. إلى الشورى

تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه

http://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8/254663537891412?sk=wall

جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي

http://alkatib.co.uk/w1.htm

الصراع على الجزيرة العربية ، من مسيلمة الكذاب الى محمد بن عبد الوهاب

أحمد الكاتب

أحمد الكاتب : الصراع على الجزيرة العربية ، من مسيلمة الكذاب الى محمد بن عبد الوهاب

عندما ظهر الاسلام كانت الجزيرة العربية تخضع لسيطرة وهيمنة بلاد فارس، من البحرين الى عمان والى اليمن والحجاز، و عندما أرسل النبي الأكرم محمد (ص) رسالة الى كسرى يدعوه فيها الى الاسلام غضب كسرى ومزق رسالة النبي، وأرسل الى عامله في اليمن باذان ان يعتقل النبي ويرسله مخفورا اليه، ولم يحتج باذان لارسال جيش الى المدينة المنورة لأن الحجاز كما يبدو كانت واقعة تحت هيمنة اليمن، وانما ارسل شرطيين الى المدينة مع أمر بالاعتقال، فأخبرهما النبي بأن كسرى قد مات في اليوم الفلاني، وانتظر باذان ليتحقق من الخبر، ولما تأكد من ذلك أعلن اسلامه. وبالتالي يمكن القول ان الاسلام ، في بعد من أبعاده، كان حركة ثورية استقلالية ضد السيطرة الفارسية على الجزيرة العربية، قبل ان ينتقل هو الى السيطرة على بلاد فارس وتحريرها من الأكاسرة.
وكأي حركة فكرية أو دينية كان للاسلام بعد آخر هو البعد السياسي الداخلي يتعلق بالصراع بين القبائل العربية نفسها في السيطرة على الجزيرة العربية. فقد نظرت قريش في البداية الى الاسلام وكأنه يهدد زعامتها على العرب، ولذلك حاربت النبي محمد، ثم رأت فيه أفضل وسيلة للسيطرة عليها من خلال الاسلام. وفي نفس الوقت كانت القبائل الكبيرة الأخرى كبني حنيفة تدرك هذه القيمة السياسية العظمى للاسلام وحاولت استغلاله لمآربها الخاصة، بل وفاوضت الرسول الأعظم بأن تعلن اسلامها وتمنعه من قريش في مقابل أن يسلمها السلطة فيما بعد رحيله. وعندما ذهب الرسول الأعظم الى قبائل بني حنيفة وهي تضرب منازلها في مكة في أيام الحج، وعرض عليها الاسلام في أيام اشتداد الحصار القرشي عليه، قال رجل من بني حنيفة من بني عامر بن صعصعة، يتميز بالذكاء الحاد، ويقال له بيحرة بن فراس، قال: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب!. ثم قال للنبي: أرأيت ان نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فقال له النبي: الأمر الى الله يضعه حيث يشاء، فقال: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فاذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك. (سيرة ابن هشام، ج2 ص 39 – 40، دار الصحابة للتراث بطنطا، 1995)
ويبدو ان تنافس بني حنيفة وهي قبيلة كبيرة كانت تسكن اليمامة في نجد، مع قريش التي كانت تحاول السيطرة على العرب، هو الذي أخر اعلان اسلامها عن بقية القبائل العربية، الى أواخر عهد النبي ، في السنة التاسعة، عندما جاء وفد اليمامة وأعلن اسلامه، فدخلوا على رسول الله الا رجل واحد منهم يقال له مسيلمة بن حبيب الحنفي، فقالوا له : يا رسول الله : إن فينا رجل من سادتنا خارج الدار وما رضى أن يدخل معنا فقال لهم رسول الله : ما دام يحرس متاعكم إذن فهو ليس بأسوءكم و اعطاهم الهدايا له ، فخرجوا لمسيلمة وقالوا له ما قاله رسول الله عنه، فقال لهم مسيلمة : إنظروا مدحنى محمد ، ثم بعد ذلك ذهب مسيلمة لبيت النبى فقال له القوم : متى تُسلم يا مسيلمة ؟ فقال لهم مسيلمة: أُسلم على أن يعطينى محمد الأمر من بعده ، فسمعة الرسول ، فأمسك عرجونا صغيرا من الأرض وقال : والله يا مسيلمة لإن سألتنى هذا العرجون ما أعطيته لك . ولما عاد وفد اليمامة الى بني حنيفة أعلن مسيلمة النبوة وجمع الناس وقال لهم ، مشيرا الى النبي محمد:" لقد أشركني معه في الأمر. ألم يقل لوفدنا أني لست أسوأهم؟ هذا لا يعني سوى أنه على علم بأني شريكه في الأمر". وكتب الى النبي محمد رسالة يدعوه فيها الى تقاسم السلطة في الجزيرة العربية ويقول فيها: " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إنى أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشا قوماً يظلمون" فأرسل له النبى : " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من أتبع الهدى ، أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبه للمتقين". (ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص 1020 و البخاري، حديث رقم 4373)
ان هذه المراسلات التي انتهت بإعلان مسيلمة للنبوة رغم اسلام بني حنيفة، تكشف عن بعد مهم في الدعوة الاسلامية، وهو البعد السياسي ونظر الكثير من القبائل الى الاسلام على أنه أداة لسيطرة قريش عليها، وهذا ما حدث فعلا بعد وفاة النبي الأكرم، ولم تكن السقيفة الا محاولة من الأنصار لتدارك الأمور والاستقلال عن قريش ، الا ان المهاجرين وعدوهم في السقيفة بأنهم سيكونوا الوزراء للمهاجرين، وأنهم لن يقطعوا أمرا الا بعد التشاور معهم. وهذا ما لم يحدث أيضا حيث تم العهد الى عمر من أبي بكر، ووصية عمر الى ستة من المهاجرين من بعده لاختيار خليفة جديد، دون استشارة الأنصار أو ضمهم الى الشورى. وقد حاول الصحابة القرشيون تصوير الأمر وكأنه أمر ديني فرووا عن رسول الله "ان هذا الامر في قريش" ليمنعوا بقية القبائل العربية عن التفكير أو التطاول نحو السلطة. ويقول بعض المؤرخين ان حركة الخوارج التي انشقت عن جيش الامام علي في الكوفة، في صفوف القبائل النجدية كبني حنيفة وبني تميم، انها كانت محاولة لاستعادة السلطة من قريش أو مشاركتها فيها، ولذلك ذهب الخوارج الى ان الخلافة من حق جميع المسلمين ولا تقتصر في قريش.
ومن المعروف ان الصراع على السلطة خرج من اطار القبائل العربية مع خروج الاسلام الى المناطق الأخرى الواسعة، فنشبت صراعات أخرى بين العرب والفرس والترك والقوميات الأخرى. وإذا عدنا الى الجزيرة العربية اليوم لوجدنا بقية من ذلك الصراع القديم، وان كانت قربش كعصبية قبلية قد تلاشت من الجزيرة العربية، الا ان قبائل نجد واليمامة ظلت على عصبيتها وحاولت وتحاول ان تهيمن على السلطة في الجزيرة العربية. ولعلنا نجد في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو ما يسمى "الدعوة النجدية" التي ظهرت في القرن الثامن عشر، بعدا سياسيا واضحا، فهي لم تقتصر على البعد الديني الاصلاحي، وانما اقترنت بالتحالف مع السلطة السعودية، عندما قام محمد بن عبد الوهاب بعقد تحالف تاريخي مع محمد بن سعود أمير الدرعية بأن ينصر هذا دعوته ويدعم ذاك سلطانه ويضمن الخلافة في بنيه، حيث قال الشيخ للأمير في أول لقاء معه:"إن أهل نجد اليوم مشركون جاهلون ومقسومون ومختلفون، يقاتل أحدهم الآخر. آمل أن تكون الإمام الذي يجتمع حوله المسلمون، وأن يكون أولادك من بعدك أئمة متوالين" فرحب به الأمير ابن سعود وأعلن استعداده لنصرته. ووعد الشيخ الأمير بملك نجد أو الجزيرة العربية، وقدم له الدعم وأضفى صفة "الشرعية الدينية" على نظام حكمه القائم بالفعل ، وعندما توفي الأمير ، جعل الشيخ الأمر بيد ابنه عبد العزيز ثم بيد ابنه عبد الله. (العاصمي النجدي، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم 1972، الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ص 348، ج 6 ، وابن غنام، حسين (حوالي 1790): تاريخ نجد: روضة الأفكار والأفهام ، ص 87 دار الشروق، القاهرة – بيروت، الطبعة الثالثة 1994 و ابن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد: 1835 ، ج1 ، ص 46 مطبوعات دارة الملك عبد العزيز، الرياض، الطبعة الرابعة 1982 )

و هناك رواية أخرى يذكرها حسن الريكي صاحب كتاب (لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب) 1817، وهوكاتب معاصر للدولة السعودية الأولى، تتحدث عن عقد الشيخ صفقة صريحة مع الأمير محمد بن سعود، حول تقاسم السلطتين الدينية والسياسية والاتفاق على توارثهما معا في عائلتي الشيخ والأمير. وأن الشيخ قال لابن سعود:" أريد منك عهداً على أنك تجاهد في هذا الدين، والرياسة والامامة فيك وفي ذريتك، وأن المشيخة والخلافة في الدين فيّ وفي آلي من بعدي أبداً ، بحيث لا ينعقد أمر ولا يقع صلح أو حرب الا ما نراه كذلك، فان قبلت هذا فأخبرك : أن الله يطلعك على أمور لم يدركها أحد من عظماء الملوك والسلاطين" فقال الأمير ابن سعود: قبلت وبايعتك على ذلك. (الريكي، حسن بن جمال بن أحمد، لمع الشهاب ، ص 30 –31 دارة الملك عبد العزيز بالرياض بنشرها سنة 2008 )
وهذه الرواية تفسر التحالف التاريخي بين آل سعود وآل الشيخ، ذلك التحالف السياسي الديني العائلي الممتد حتى اليوم. وهو تحالف شيطاني غريب لم يعرفه الاسلام والمسلمون من قبل، فان النبي محمد (ص) لم يعط الخلافة لقريش ولم يوص الى أحد من بعده، بينما قام محمد بن عبد الوهاب بأمر مناف للعدالة ولحرية الناس ومناقض لحقوقهم السياسية بأن فرض عليهم نظاما ملكيا مطلقا مستبدا وأضفى عليه مسحة دينية . وهو ما نشاهده اليوم من استماتة أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه من الدفاع عن النظام السعودي وعن كل ما يفعل، وتحريمهم للتظاهر والاعتصام والمطالبة بأية حقوق سياسية أو أي نوع من المشاركة السياسية.
لقد نجح الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيما فشل فيه مسليمة الكذاب الذي أراد ان يقاسم قريش السلطة، فاذا بهذا الشيخ يعطي السلطة كلها لآل سعود ويحرمها حتى على بني حنيفة وبني تميم،وقد نجح آل سعود حتى الآن في تحويل الاسلام أو الدعوة النجدية الى أداة للسيطرة السياسية على الجزيرة العربية، ولولا القوات البريطانية لحاول آل سعود مد نفوذهم الى الخليج والعراق ومصر.
ولا يزال الصراع على السلطة مستمرا باسم الدين.