Wednesday 2 January 2013

تهميش السنة صناعة اجنبية
نبيل ياسين
هناك اخطاء فادحة من كل الاطراف سببها ان الوظيفة السياسية اقتصرت على العائلة، فالحكومة ومرافق الدولة اصبحت غنائم عائلية وانتفت وظيفة السياسة باعتباره خدمة للمجتمع. وبهذا المعنى ، فان الجميع مهمشون من سنة وشيعة ومسيحيين وتركمان وصابئة واكراد وبقية الجماعات. اي تميش المواطن العراقي بغض النظر عن دينه وقوميته ومذهبه.
لقد سكتت المجموعات التي ترفع الان شعار تهميش السنة عن الاحكام التي صدرت بحق طارق الهاشمي لانها لم تمسهم شخصيا، وحين تورط بعض من في حماياتهم واصبحوا مستهدفين الحقوا قضية الهاشمي بتهميش السنة التي يتردد صداها منذ سقوط صدام حتى اليوم.
اقول لكم ذكرى: في مساء يوم 31 كانون الثاني 2005 كنت اتابع في لندن، نتائج الانتخابات الاولى في العراق. كنت اشاهد قناتي سكاي وسي ان ان. في المساء وبعد ان ظهرت النتائج المتوقعة بفوز اغلبية الائتلاف الوطني ظهر وزير خارجية بريطانيا آنذاك جاك سترو وقال(لن نسمح بتميش السنة) وظعت يدي على قبلي وقلت لن تتوقف هذه النغمة. بعد نصف ساعة نقلت السي ان ان تصريحا للرئيس السابق جورج دبليو بوش وردد نفي تصريح وزير الخارجية البريطاني وقال(لن نسمح بتهميش السنة). كان السنة قد قاطعوا الانتخابات وبذل الامريكان والبريطانيون جهدا كبيرا في ادخالهم للعملية السياسية لكن نغمة تهميش السنة لم تنته وستظل  نغمة تتردد من قبل جميع الذين يريدون اعادة العراق الي النظام العربي التاريخي. اي حكم السنة.
اذا كان السنة مهمشين فاننا لانستطيع االدفاع عن ممثليهم وهم يهتفون ضد الشيعة: صفيون، عملاء، خنازير، ابناء متعة، شروك، معدان،  والى آخره من عبارات التحقير والاهانة . كما لانستطيع الدفاع عن الشيعة اذا كانوا مهمشين وهم يعادون السنة. فالعراق يشهد عمليا تمزيق داخلي  بدفع خارجي. هذه حقيقة سياسية ايضا لاتنكر.
لانقبل لسني ان يهان او تهتك كرامته او تضيّع حقوقه والسبب بسيط اننا نسعى لدولة مواطنة. ولانقبل لشيعي ان يهان وتهتك كرامته ويطعن في وطنيته او تضيع حقوقه والسبب هو نفس السبب البسيط اننا نسعى لدولة مواطنة، وينطبق هذا على الكردي والتركماني والمسيحي والصابئي كما ينطبق على المتدين وغير المتدين. على الافندي والمعمم، على موظف الحكومة وعلى العامل في القطاع الخاص. الم يصبح مفهوما بعد سعينا لدولة مدنية تقوم على حقوق المواطنة المتساوية؟

No comments:

Post a Comment