Sunday 30 December 2012

أحمد الكاتب: لو كنت سنيا لما قلت أنا سني، ولما فكرت ولا ثرت ولا عارضت ولا دخلت في السياسة على أني سني

بغض النظر عن شرعية المطالب التي رفعها المتظاهرون في الأنبار او عدم شرعيتها، اعتقد ان الطريقة التي رفع فيها المتظاهرون شعاراتهم كانت خاطئة وليست في مصلحتهم، ولا اعرف من الذي حرك المتظاهرين ولا من خطط لهم من السياسيين العراقيين، وخاصة من اعضاء القائمة العراقية. واقول ان طريقتهم كانت خاطئة لأنها أضرتهم ولم تنفعهم وستضر بهم ولن توصلهم الى اي مكان يحقق اهدافهم. فمن الواضح من خلال حشد المشايخ السنة في واجهة المتظاهرين ورفع الصوت عاليا بانصاف اهل السنة ورفع المظالم عنهم وما الى ذلك، ان المخطط للمظاهرة كان يحاول التحدث باسم السنة وليس باسم الشعب العراقي. واذا كان المخطط من القائمة العراقية فان هذا يعني اعترافه بفشل السياسة الاعلامية السابقة التي يرفع فيها شعار (العراقية) والانكفاء نحو الطائفة، وعدم التحدث باسم العراق والطوائف الاخرى. وبالرغم من ان المتظاهرين حاولوا كسب الاكراد السنة اليهم من خلال رفع علم كردستان فانهم لم ينجحوا في كسب غالبية الشعب العراقي اليهم، خاصة وان الشيعة ليس لهم علم خاص بهم وانما يتبنون علم العراق الجديد، وعندما ترفع علم صدام حسين فانك تستفز غالبية الشعب العراقي بما فيهم الاكراد الذين لم ينسوا بعد الانفال وحلبجة وكانوا اول من اسقط علم صدام في كردستان.
يقول السنة انهم او اننا اكثرية الشعب العراقي وحسبما يقول اردوغان الذي رفعوا صوره في المظاهرات ان الشيعة اقلية، فلماذا اذن تخلى المتظاهرون عن العلم العراقي الذي يرمز الى وحدة العراق والى العراق كله؟ ان هذا ليس تصرف من يثق في نفسه بأنه يشكل الاكثرية، وانما تصرف من يعتقد بأنه اقلية.
وانا لا اعتقد بالتقسيم الطائفي ولا ادعو اليه وارفض ان يدون المذهب في الهوية او الاحصاء القادم، وادعو الى تجاوز المنطق الطائفي، ولكني احاول مخاطبة الطائفيين من اخوتي اهل السنة الذين رفعوا شعارات المطالبة بالعدالة والانصاف، واستفزوا في نفس الوقت اخوانهم من الشيعة بالسباب والشتائم البذيئة، واقول لهم: هل تحاولون تحشيد السنة العرب ضد العراق والشيعة؟ ام تحاولون تحقيق اهداف مشروعة لكم؟ ان رفع شعار المظلومية والتحدي والاستفزاز يخدم الاستراتيجية الأولى ولا يخدم الاستراتيجية الثانية، واذا كان المتظاهرون او من خطط لهم يهدف الى تحقيق مطالب مشروعة كاطلاق سراح بعض السجناء والسجينات فانه كان باستطاعته ان يركز على هذا المطالب من دون صبغه بالصبغة الطائفية وان يتقدم الى وزارة العدل او البرلمان لينظر او يحقق في دعاواه.
يقول المتظاهرون ان بعض الشيعة قد انضموا اليهم، ولا اريد ان احقق في الموضوع ولا اشكك فيه، ولا ادري هل كان فيهم احد يحمل اسم عبد الزهرة او عبد الحسين ام لا؟ ولكن اسأل عن الجماهير الشيعية المستفزة هل انضمت اليهم ؟ او هل تفاعلت مع مطالبهم؟ او ستفعل ذلك في المستقبل والمتظاهرون يصفون اخوانهم الشيعة بالصفويين والمجوس والفرس وما الى ذلك من عبارات نابية؟
بالتأكيد انها سياسة خاطئة، وأكبر خطأ فيها ان يتبناها او يدعمها الحزب الاسلامي العراقي الذي احترمه ولدي صداقات قديمة مع عدد من قادته.
واتذكر اني بعد سقوط صدام قلت لبعضهم: بأن عليكم اتباع استراتيجية وطنية عراقية لا طائفية، اي لا تهتموا فقط بالسنة ولا تدافعوا فقط عن السنة بل تبنوا كل مطالب الشعب العراقي وآماله وآلامه بغض النظر عن هوية الانسان العراقي الطائفية ، وقلت لهم بصراحة ومن دون مزايدة: ان الشيعة هم اكثرية سكان العراق العرب اليوم، وعليكم الاعتراف بهذه الحقيقة، ليس من منطلق طائفي، وانما من منطلق سياسي، فان الاخوان المسلمين اقلية في اهل السنة في مقابل القوميين واليساريين وغيرهم، والسنة اقلية في العراق، ولن تستطيعوا ان تنجحوا سياسيا وانتم تتبعون سياسة طائفية منغلقة على اهل السنة او محصورة فيهم، فلا بد ان تتبعوا سياسة او استراتيجة وطنية عراقية لا طائفية، وان يكون اعلامكم وفضائيتكم ناطقة بكل مطالب الشعب من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، حتى تستطيعوا ان تخترقوا الجدران الطائفية النفسية وتكسبوا الجماهير الشيعية الى جانبكم، كما نجح بعض السنة (مثال الآلوسي) ان يكسب اصواتا في كربلاء لأنه اتبع سياسة وطنية لاطائفية، وان بامكانكم ان تفعلوا ذلك في المستقبل. ولكن مع الاسف الشديد كنت اتكلم مع بعض العقلاء في الحزب، ولكن الحزب تعرض الى عملية اختطاف من امثال طارق الهاشمي الذي كان يتطاير شررا طائفيا منذ اول صورة رايته فيها، حتى اني حدثت الاستاذ عبد الحميد رئيس الحزب الاسبق عن الموضوع وقلت له ان سياسة الهاشمي تضر بالحزب وتدمر مستقبله وستعزله عن جماهير العراق
وللحديث بقية

No comments:

Post a Comment